مع اقتراب العام المدرسي الجديد، تختار قلّة من الأهالي اعتماد نموذج التعليم الإلكتروني بالكامل. وقد أصبح من الواضح أنّ أهالي كثيرين يفكّرون في إرسال أطفالهم إلى المدرسة من جديد.
صحيح أنّ العودة إلى المدرسة في العام 2020 لن تكون كالسنوات الفائتة، ولكنّنا نرجو بأن يكون الأساتذة والتلاميذ وعائلاتهم على أتم الصحة والسلامة طيلة السنة الدراسية من خلال اتباع الاحتياطات اللازمة وإجراء التغييرات المطلوبة في نمط الحياة.
لقد كانت فترة الحجر المنزلي خلال وباء فيروس كورونا مرحلةً مليئة بعدم اليقين فرضت إجراء تغييرات هائلة. وجاء إقفال المدارس مفاجئاً بالنسبة للأطفال، إذ أجبرهم وعائلاتهم على التأقلم بسرعة في وجه فترة طويلة ومتقلّبة من التعليم المنزلي.
ومع عودة الأطفال إلى المدرسة، ما زالت تسود أجواء عدم اليقين والحاجة إلى التأقلم مع التغيير. كما أنّه في ظل إجراءات التباعد الاجتماعي، ستصبح المدرسة مختلفة عمّا كانت عليه في السابق. فقد يتغيّر دوام المدرسة بالنسبة إلى بعض التلاميذ أو قد يرتادونها يومَين أو ثلاثة أيام في الأسبوع فقط. وداخل الصف، قد يُقسَم التلاميذ إلى مجموعات أصغر ويُمنع عليهم الاختلاط مع بعضهم البعض. من هنا أهمية تحضير الأطفال لهذه التجربة الجديدة والتحديات التي ترافقها.
تحدّث مع طفلك عن مخاوفه
من الطبيعي أن يخشى الطفل العودة إلى المدرسة. ولكنّه قد يخشى الآن أيضاً من تأثير فيروس كورونا والتجربة الجديدة التي سيخوضها في المدرسة.
إذا كان طفلك يشعر بالقلق، تحدّث معه عن المخاوف التي تساوره حيال العودة إلى المدرسة. طمئن طفلك بأنّ مشاعره طبيعية، وأكّد له أنّك ومدرسته تبذلان قصارى جهدكما للحدّ من أي أثر على تجربته المدرسية. دعه يعلم أنّك وأساتذته متوفرون دوماً للإصغاء إليه وتودّون مساعدته بأي طريقة.
ذكّر طفلك بالإيجابيات
لا بدّ من أنّ أطفالاً كثيرين يشتاقون لأصدقائهم ومدرستهم بعد فترة الحجر المنزلي بسبب فيروس كورونا. وستكون العودة إلى المدرسة بمثابة عودة إلى الحياة الطبيعية ينتظرها أطفال كثيرون. تحدّث مع طفلك عمّا هو مشتاق لفعله عند العودة إلى المدرسة، وذكّره بكل الإيجابيات التي ترافق هذه العودة.
تحدّث إلى أساتذة طفلك
قبل التكلّم مع طفلك بشأن العودة إلى المدرسة، تأكد من حيازتك لكل المعلومات اللازمة عبر التحدّث إلى أساتذة طفلك عن الأمور التي ستبقى على حالها عند استئناف التعليم في المدرسة وتلك التي ستتغيّر. قد تكون هناك متطلبات محدّدة وضعتها المدرسة، وعليك أنت وطفلك معرفتها والالتزام بها.
تذكّر أنّ مدرسة طفلك وأساتذته متوفرون للإجابة على استفساراتك، فلا تتردّد في طلب مساعدتهم. تحدّث إلى أساتذة طفلك أو مدير المدرسة إذا كان لديك أي شكوك أو مخاوف حيال التجربة الجديدة في المدرسة.
أحِط طفلك علماً بما ينتظره
حين تصبح على دراية بما ينتظر طفلك، وببروتوكولات السلامة التي وضعتها مدرسته، أنقل هذه المعلومات إلى طفلك بطريقة إيجابية ومناسبة لعمره.
تأكد من دراية طفلك بكل ما ينتظره لئلا يتفاجأ. وإذا كان مطلوباً منه ارتداء الكمامة خلال تواجده في المدرسة، أخبره بذلك. دَعه يتمرّن على ارتداء الكمامة حتى يصبح مرتاحاً لاستخدامها، وأرسِل معه كمامة إضافية في حال دعت الحاجة إليها.
وضع الكمامة:
ما الذي ينبغي تجنّبه عند ارتداء الكمامة:
ذكّر طفلك بأهمية نظافة اليدين أكّد لطفلك أنّ الإجراءات التي تتّخذها المدرسة تهدف إلى ضمان سلامته وسلامة أساتذته ورفقاء صفّه. ذكّره بدوره الهام في منع انتشار فيروس كورونا عبر غسل يديه بشكل مستمر والتقيّد بآداب السعال والعطس.
افرض نظام البيت من جديد
لا بدّ من أنّ فترة الحجر المنزلي قد صعّبت عليك المحافظة على نظام البيت. فإذا لم يكن لدى طفلك وقت محدّد للنوم والاستيقاظ، من الضروري أن تُعيد فرض النظام تدريجياً قبل اليوم الأول لدخول المدرسة من أجل مساعدته على التأقلم بسهولة.
ساعد طفلك على التأقلم من خلال وضع مواعيد محددة للنوم والاستيقاظ. فخلال فترة الحجر المنزلي، لعلّ طفلك قد أصبح معتاداً على البقاء في ملابس النوم لفترة طويلة في الصباح، أو ربما أصبح معتاداً على مشاهدة التلفزيون صباحاً ريثما كنت تهتم بالتزاماتك الأخرى في العمل والمنزل.
لذا، حاول أن تُعيد فرض النظام الصباحي لطفلك، ودعه يرتدي ملابسه وينظّف أسنانه ويمشّط شعره ويتناول وجبة الفطور.
راجع معه بعض قواعد الرياضيات، والكتابة والقراءة
لعلّك أهملت التعليم المنزلي لبعض الوقت. لذلك، ساعد طفلك قبل عودته إلى المدرسة في التمرّن على القراءة أو الرياضيات أو الكتابة بما يناسب عمره.
قد يخشى طفلك فكرة التخلّف عن دروسه. أكّد له بأنّ الجميع يواجهون الوضع نفسه، إلا أنّ الأساتذة جاهزون لمساعدة التلاميذ على متابعة الدروس وفقاً للبرنامج المحدد
أبقِ خطوط التواصل مفتوحة
حين تُعيد المدرسة فتح أبوابها ويبدأ طفلك بالاعتياد على روتينه الجديد، تأكّد من التواصل معه بشكل مستمر. اسأله كيف كان يومه، ودعه يعلم أنّك متوفر لمعالجة أي مخاوف أو هموم قد تراوده. تأكّد من التحدّث إلى أساتذته لمعرفة وضعه في المدرسة.
ستكون العودة إلى المدرسة حدثاً هاماً بالنسبة لطفلك وقد ترافقها تحديات عديدة. إلا أنّه مع بعض التخطيط المسبق ومع التواصل الجيد بينك وبين طفلك ومدرسته، يمكنك الحدّ من أي أثر ضار على رفاهية طفلك وتعليمه.
المصدر: أليانز
إخلاء مسؤولية قانونية
: إنّ المعلومات الواردة هنا معدّة فقط لاستخدامها من قبل الأفراد أو الهيئات التي يتم التوجّه إليها، ومن قبل آخرين مخوّلين الولوج إليها. قد تحتوي الوثيقة على معلومات ذات ملكية خاصة أو امتياز قانوني. كما قد تشمل روابط إلى مواقع إلكترونية أخرى مملوكة من أطراف ثالثة. وعلى الرغم من أنّنا نحاول توفير أفضل المعلومات المتاحة، إلا أنّنا لا نتحكم بالمحتوى الموجود على المواقع الإلكترونية التابعة لأطراف ثالثة.
